الاثنين، 26 أغسطس 2019

أخطر ما قاله طارق عفاش بالأمس

أخطر ما قاله طارق عفاش بالأمس: شرعيتنا هي بنادقنا، هذا القول يمثل دستورًا لكل الجماعات الخارجة عن القانون، وهو قول بدائي يشرعن لفكرة "القوة" في مواجهة فكرة الدولة الضابطة لها.

لا يكفي أن ترفع شعار مقاومة الحوثي؛ كي تحوز على شرعية الفعل، ما لم تؤطر فعلك بمرجعية قانونية تمنحك صلاحية المواجهة وتمايزك عن الجهة التي تقاتلها.

مواجهة الحوثي لم تكتسب شرعيتها، سوى لكون الحوثي خارج عن شرعية الإجماع الوطني، ومواجهته تقتضي الولاء لما تمرد عليه الحوثي، وبدون هذا تصير مواجهة الحوثي صراع ثأري يفتقد للصفة الوطنية ويتحرك بدوافع مشبوهة، يتساوى فيها طرفي القتال، بصرف النظر عن إختلاف شعاراتهما.

على إمتداد صراعات اليمنيين، كان جذر المشكلة يكمن في تعددية أقطاب الصراع للدرجة التي تتفسخ فيها المعركة وتضيع القضية في دوامة الأطراف المنخرطة فيها. حتى لو كان الهدف المعلن واحد، فبدون وحدة الأرضية المنطلق منها والقيادة الحاكمة لها، ستظل نتائج الصراع مفتوحة على إحتمالات لا تصب في صالح فكرة الدولة ولا تؤسس لها.

محاولة طارق عفاش التهرب من الإعتراف بالشرعية والإكتفاء بمواجهة الحوثي بطريقته المستقلة، تؤكد أن له دوافعه الخاصة من القتال، بعيدًا عن فكرة الدولة، لجانب أنه يظل قنبلة مؤقوتة، لا ينتفي خطرها؛ لمجرد أنه يقاتل جماعة متمردة ولا يعترف بمشروعية الجهة التي تمردت عنها.

الحروب الشرعية ليست سوق شعبية سائبة يحق لكل حامل بندقية أن يرتادها ويكتسب صفتها الأخلاقية، هي صراع مقنن، يتوجب على كل من يخوض فيها أن يلتزم بضوابطها؛ كي تتحدد هويته وتنتفي الشبهة عنه، ويصير مقاتلًا معرفًا، وليس نسخة ثانية لعصابة منفلتة تطلق النار بعشوائية ولا تحتكم سوى لمزاجها الخاص.

التهاون مع إنفلات طارق وتهربه من الإلتزام بإشتراطات المعركة_بحجة قتاله للحوثي وتطابق هدفه مع هدفنا_ يعد تفريطًا بأهم أسس الصراع وأما وحدة الهدف التي يعلنها الرجل فلا تلغي خطره المستقبلي المحتمل.
والأمر ليس عداءً حزبيّا له، بقدر ما هو مطلب بدهي لا يوجد أي مبرر منطقي لتملصه عنه، سوى تأكيد الشبهة حول نواياه المستقبلية بالنظر لارتباطاته المتجاوزة للدولة ومؤسساتها.

محاولة طارق تمييع فكرة الشرعية وتنميطها بصفة حزبية معينة، الهدف منه نزع الطابع الوطني عنها وشرعنة التمرد عنها، وتلك حيلة كل الجماعات الرافضة الإنضواء تحت لواء الدولة، مهما اختلفت حجج كل جماعة، كقول بعضهم بأنها دولة كافرة، أو ترديد أخرى لتلك التهمة المملة بالقول إنها دولة إخوانية .

المهزلة مستمرة

أخطر ما قاله طارق عفاش بالأمس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تم الإجابة عليه: يستنتج الطالب اسباب تغير ميزان القوة لمصلحة المسلمين اثناء الحملات الصليبية

والاجابة الصحيحة هي كالتالي : عودة المسلمين الى التمسك بالدين وبث روح الجهاد والوحدة تحت قيادة موحدة ونبذ الفرقة التي كانت تفكك وحدة المسلمي...