كلام عن وصف العيون الجميلة

كلام عن وصف العيون الجميلة . أنا رجل مهوس بتأمل عيون النساء لدرجة مرضية ، هذا الطقس يلازمني منذ سنوات طويلة، وهو الفعل الوحيد الذي أشعر بأني أقوم به بنزاهة خالصة وبمزاج صوفي غريب.لا شيء يلهمني كغواية العيون المتميزة، ولا يوجد فعل يربكني مثل نظرات امرأة تجيد إستخدام عينيها بمهارة.

كل مفاتن المرأة تذبل في مخيلتي وأراها فتنة حسية عابرة، القوام المتناسق، الخصور المنحوتة بعناية، الأرداف المهندسة بذكاء، النهود المستديرة، درجة التناسب بين بنية العظم واكتناز اللحم، والمسافة بين شحمة الأذن والكتف، وهكذا كل شيء، كل شيء من هذه المثيرات أراها أمور سطحية ، كما أني أتشكك في  أصالة فتنتها ولا أحكم على عبقرية أي امرأة من تفاصيل جسدها الخارجية مهما بدت مدوخة وشديدة الإبهار، فقط، وحدها فتنة العينين لا يمكن لأحد أن يتشكك بأصالتها.

أحيانًا تلفت نظري عيون فتاة ما في الشارع، فأتمنى أن أستوقفها كي أنظر في عينيها لخمسة دقائق، وأخشى أن تنهرني، يحدث هذا في الشارع أو في فيلم ما وفي زمن الكلية كنت أرتطم بنظرات ثلاث فتيات من بين 130 بشكل متواصل ولم أجرؤ على إخبار واحدة منهن بأن عينيها تربكني.

إن غالبية النساء متقاربات في مستوى تأثير أشكالهن الخارجي، بإستثناء فتنة عيونهن، الوحي المنسكب من حدقاتهن، والأثر الروحي الخالد الذي تتركه فيك نظرات امرأة أصيلة. فمن بين عشرات وميئات وربما 1000 امرأة وأكثر ممن مررت بهم هنا وفي أماكن أخرى، هناك نساء بعدد الأصابع أشعر بإنجذاب غريب تجاه نظراتهن في كل مرة أصادفهن فيها.

إن كل المعاني التي يكتبها الشعراء والأدباء حول مفاتن المرأة، هي معاني ذاتية جامدة يخلقها الخيال ويسقطها على أجساد النساء ويمكن تعميم المعنى الواحد على ملايين النساء، وحدها العيون هي من تحوي معناها الخاص داخلها، وكل عين تكشف لك الصورة الداخلية للأنثى، وإني أراها العضو الوحيد الذي يفاضل بين النساء، وهو المعيار الأصيل الذي يجب أن تتخذه لفرز الحالات الأنثوية الأصيلة وتلك النسخ الفارغة والمكررة. فكل شيء في الأنثى يمكنه أن يكون خادع ومزيف، عدا ما تفصح عنه العيون.

في النظرات الفاحصة تتجلى لك المرأة المشبعة بالمعنى وتلك الهشة التي لا تحوي داخلها شيئًا مميزًا، وكي تتمكن من فحصها يجب أن تكون أنت ممن لديه علاقة وجدانية وثيقة بالعيون، إحساس باطني كاشف يمكنك من التقاط الدلالات الخفية لنظرات الإنسان، عليك أن تدرب نفسك طويلًا على استكشاف أسرار العيون، لتتمكن من إمتحان مستوى أصالتها وتتلمس المعنى المنعكس في صفحة روحك تجاهها.

يجدر بك أن تتجاوز الشكل الخارجي وتنفذ نحو الداخل. وحين تنجح في ذلك ستشعر بأنك تختزن خبرة تأولية خاصة تجاه هذا العضو الحساس والذكي، عندها ستتجاهل  الكثيرات من النساء الفارغات، وستجد نفسك منجذبًا بشكل لا إرادي، ناحية كل أنثى تملك عينين نبويتين، ونظراتها تطابق الصورة الداخلية لها، وهذا النوع من النساء قليلات جدًا بالطبع.

إن النظرات التي تلتصق بذاكرتك وتحفر روحك في كل مرة تحدّق فيها، ولا تمل من مشاهدتها وتشعر بها تلاحقك وقتًا طويلًا كلما تاه بصرك فيها، قليلة جدا، وتلك هي نظرات كل أنثى أصيلة، تملك روح راسخة وعينين كاشفتين، ترسل إشارات شفافة لما يسكن داخلها، نظرات كهذه تشفيك من المرض، تطهرك من الخطايا، تزيل عتمة الروح، وتربك ذاكرتك في كل مرة نظرت لك أو نظرت إليها.

ففي كل موقف تشعر أن نظراتها تحمل دلالة مختلفة، وحين تُحدّق فيك صامتة؛ تسلبك القدرة على مقاومتها، تتمكن من اجتياحك دونما حاجة للكلام، وتُخضعك للتحقيق بلا أسئلة، فتسارع للإعتراف أمامها وقد أفقدتك قدرتك المعهودة على التفلسف، تتحدث كطفل مرتبك، ما زال يلثغ بالكلام، وكأنه اكتشف اللغة للتو.

ثمة فتيات محدودات هنا، أدعو الرب أن يمنحني عيونهن أتأملها ساعة أو يعمي أبصارهن حتى الأبد.

كلام عن وصف العيون الجميلة